
Полная версия
الأيام الخوالي: قصة حب مريرة وقعت أحداثها في تركستان
خلال نصف ساعة انتهت مراسم توزيع المنح والعطايا. اقترب كبير الياوران من عزيز بك بأكياس فارغة، وانحنى له باحترام وإجلال، فالتفت عزيز بك إلى قائد الحصن:
– هل بقي أحد لم يأخذ عطيته؟
– كلا، سيدي. كلهم رعايا تحت ظل حكمك المبارك.
– متى بدأ القبجاق بالهجوم اليوم؟
– مع بزوغ الفجر، بدأت أصوات المدافع ترعد من ناحية آق تيبا، بعد مرور خمس عشرة دقيقة بعد ذلك ظهرت كتائب فرسان القبجاق، واندفعوا نحو بوابة سمرقند. عندها قمت بدفع الرماة إلى البوابة وأمرتهم أن يطلقوا النار عبر الثغرات والفتحات الموجودة بالبوابة. فظلوا يطلقون النار بلا توقف لمدة خمس عشرة دقيقة تقريبًا، فلم يستطع القبجاق تحمل نيران البنادق فانسحبوا من بوابة سمرقند، واتجهوا إلى الهجوم على المواقع عند بوابة كمالان- دروازة. ثم إني، بمباركة فخامتك، أطلقت يد الرماة الموجودين هناك أيضًا. بعد اشتباك دام حوالي ساعة لم يستطع العدو مقاومة الرصاص الذي نزل على رؤوسهم كالمطر، ففر هاربًا تاركًا وراءه ثلاث أو أربعمئة جثة بين بوابتي كمالان وسمرقند. في حين سقط منا خمسة قتلى فقط وأصيب تسعة رجال.
كان عزيز بك يستمتع بما يسمع، وأشاد مجددًا بشجاعة رجاله المنتصرين، ثم سأل:
– هل ظهر القبجاقي نارمات خلال المعركة؟
– لا يا سيدي، لم يظهر بالقرب من القلعة. ولو ظهر…
– يجب أن نكون مستعدين لهذا.
– بالطبع، تحت ظل حكمكم المبارك هذا هو أهم شيء بالنسبة لنا.
صاح عزيزبك مخاطبًا الجنود: "أنا راضٍ عنكم"، بعد ذلك تحرك مع حاشيته إلى بوابة سمرقند وسط صيحات الشكر والامتنان والبهجة من الرجال المدافعين عن الحصن.
فرحًا بالنصر، قرر البك القيام بجولة لتفقد أسوار الحصن، ومن ثم تجاوز بوابة سمرقند واتجه نحو قناة تشاقار. كان سور الحصن يرتكز في عمق قناة تشاقار شديدة الانحدار، حيث كان من المستحيل بناء الجدار فوق مياه القناة، وهكذا بقيت ضفة القناة مفتوحة، وخلفها مباشرة تل مرتفع تحيطه من الجهة الجنوبية مياه قناة تشاقار، ومن الجهة الغربية مياه قناتي بوز-سو، وكوكتشا. كان هذا التل المحصور بين مجريين مائيين يعد، حتى دون أية تحصينات، مانعًا طبيعيًا ممتازًا أمام هجوم الأعداء. فوق التل بنيت عدة مواقع للجنود تطل على ثلاثة من الاتجاهات الأصلية – الشمالي والغربي والجنوبي، ونصبت فيها المدافع التي وجهت فوهاتها إلى هذه الاتجاهات الثلاثة، وكانت هذه المدافع تحرسها باستمرار فرق من جنود المدفعية والحراس.
عبر عزيز بك مع رجاله المجرى المائي وصعد إلى ذلك التل المذكور آنفًا. تفقد المواقع والجنود والحراس وأمر لهم بعطية من النقود. بعد ذلك عاد الموكب بأكمله إلى الجهة الشرقية للتل، حيث كانت الجهات الثلاث الأخرى، كما قلنا شديدة الانحدار، ويبلغ ارتفاع التل من تلك الجهات ما يوازي طول بضع أشجار من أشجار الحور. ولكي يصلوا إلى بوابة كوكتشا كان عليهم النزول أولًا على مقربة من مقابر سوزوك أتا في اتجاه قناة كوكتشا، ثم عبور القناة، ومن ثم الدوران في اتجاه بوابة الحصن.
في تحصينات كوكتشا تمركز عدد أقل من الجنود مقارنة بالمواقع الأخرى، ومع ذلك كان عدد الجنود في الأماكن الأخرى قليلًا. كان كبير الياوران يسير متقدمًا قليلًا عن عزيز بك، معلنًا قدومه. وكان المحاربون الشباب والقدامى المسلحون بالبنادق والهراوات يستقبلون الحاكم بالترحاب ويستمعون بكل فخر إلى رده على تحيتهم: "أشكركم أيها الرعية"، وهكذا، طاف عزيز بك حول بوابات كوكتشا، وجغتاي، وساغبان، وقاره سراي، وتختابول، ولابزاك حتى وصل أخيرًا إلى بوابة كاشغر. ونظرًا لقرب هذه البوابة من قصر الحاكم فقد عُزِّزت الحراسة عندها بعدد كبير من الجنود. كانت هتافات الترحيب تتردد من كل جانب.
لم يكد عزيز بك يصل إلى بوابة كاشغر حتى سمع صوت طرقات قوية وملحة على البوابة من الخارج. استدار الجواد الذي كان يمتطيه عزيز بك ووقف على قدميه الخلفيتين لسبب ما، أو لأن أصوات الطرقات على البوابة قد أخافته. وهكذا اضطر الموكب كله إلى التوقف. صاح عزيز بك في حارس البوابة الذي انحنى أماه وقد قبض يديه على صدره:
Конец ознакомительного фрагмента.
Текст предоставлен ООО «Литрес».
Прочитайте эту книгу целиком, купив полную легальную версию на Литрес.
Безопасно оплатить книгу можно банковской картой Visa, MasterCard, Maestro, со счета мобильного телефона, с платежного терминала, в салоне МТС или Связной, через PayPal, WebMoney, Яндекс.Деньги, QIWI Кошелек, бонусными картами или другим удобным Вам способом.